تختلف معايير تحديد صعوبة التخصصات الجامعية من عام إلى عام آخر، بناءً على عدة أسباب، أهمها هو ظهور تخصصات جديدة لم يكن لها وجود من قبل، والتي ظهرت نتيجة أهميتها وضرورة تطبيقها في العالم، كما أن بعض التخصصات تتجدد أهميتها كل عام، ومن جهةٍ أخرى، لا ترتبط صعوبة التخصص الجامعي مع الدراسات المطروحة، على قدر ارتباطها بناءً على خيار الطالب نفسه، حيث يعتبر شغف وميول الطالب تجاه التخصص المعين أحد عوامل القوة لدراسته، وأحد الدوافع الهامة لزيادة إمكانية إبداعه، ويمكن تصنيف العديد من التخصصات الجامعية على أنها صعبة الدراسة مثل الهندسة والطب والمحاماة والفنون الجميلة والفلسفة وغيرها الكثير، ولكن في هذا المقال سوف نذكر منها عشرة تخصصات على سبيل الذكر لا الحصر.[١]


1- الهندسة المعمارية "Architecture"

تأتي صعوبة شهادة الهندسة المعمارية في درجة صعوبة دراسة الطب، حيث تتطلب من الطالب إدراكه وإلمامه بالرياضيات وعلم الهندسة وعلم المثلثات والجبر لفهم أحجام ومساحات المباني، وما يجعله من أصعب التخصصات في العالم هو عدد الساعات الكثيرة المطلوبة لإنجاز مهام عديدة، حيث أنها تستغرق وقتًا طويلًا مثل بناء النماذج أو تصميم المخططات أو تأدية الرسومات المعمارية وغيرها، كما أن الاحتراف في الهندسة المعمارية لا يتطلب دراسة التخصص الجامعي فقط، بل يحتاج أيضًا إلى التدريب العملي المكثف للحصول على الخبرة العملية المطلوبة، عدا عن أهمية الدورات الجامعية الأخرى مثل دورة "BArch"، وهذا جميعه يؤهل إلى احترافية هذا النوع من الهندسة، كما يمكن التطرق إلى سوق العمل بمسميات وظيفية عديدة تحت درجة الهندسة المعمارية، مثل مسّاح البناء "Building Control Surveyor" ومصمم حضري "Urban Designer" ومصمم داخلي "Internal or Spatial Designer".


قد يبدو هذا شاقًا بعض الشيء، إلا أن هذا ما يجعله من التخصصات الجامعية المشوقة، كما لا يمكن إنكار تميز هذا التخصص واعتماده على الحس الإبداعي العالي الذي يسعى الفرد في قدرة ترجمته إلى تصميم واقعي ذو بنية سليمة وقواعد وأسس متينة، وبدقة حسابية تجعله تصميمًا سليمًا ومكتملًا وخاليًا من الأخطاء قدر الإمكان.[٢][٣][٤]


2- الطب "Medicine"

من البديهي أن يتم اعتبار تخصص الطب من أصعب التخصصات الجامعية والدرجات العلمية في العالم، وهذا يعود إلى طول مدة الدراسة المطلوبة التي قد تستمر إلى سنوات طويلة، حيث أنها تبدأ من خمس سنوات في تخصص الطب في الجامعة، ومن ثم سنة الامتياز العامة التي يتمكن الطالب بعدها من التعامل مع المرضى وعلاجهم، ومن ثم تأتي بعدها مرحلة الاختصاص التي تدوم من أربع إلى سبع سنوات، بناءً على المجال المراد الاختصاص به، ليتم منح الطالب لقب "أخصائي"، ويمكن استكمال دراسة التخصص فيما بعد لمدة سنتين إلى ثلاث سنوات للوصول إلى مرحلة "الاستشاري"، ويمكن إكمال الدراسة الأكاديمية من ماجستير ودكتوراه بعدها.


يرجع سبب حاجة دراسة الطب إلى كل هذه السنوات الطويلة إلى أهمية المعلومات الطبية التي يتم تعلمها من قبل الطالب، والمسؤولية الهائلة التي تقع على عاتق كل طرف من أطراف عملية التعليم في هذا التخصص، عدا عن صعوبة وتعقيد هذه المعلومات وكثرتها وغزارتها، لذا يجب على الطالب أن يكون مدركًا لجدية هذا التخصص الفائقة، كما أنه يفوق غيره في الإنفاق المادي على مدى السنين.[٢][٣][٤]


3- الهندسة "Engineering"

تعتبر الهندسة من أوائل التخصصات الجامعية صعوبةً في العالم، إذ يتطلب هذا التخصص مهارات تكتيكية وتحليلية مميزة، وتفكير نقدي وقدرات ممتازة على حل وتفكيك العقد والمشاكل، كما أنها من التخصصات الجامعية المفضلة للطلاب عامةً، وهذا لتفرع تخصصاتها وتنوعها، كما أنها توفر عروضًا وفرصًا متميزة للعمل.[٥]


تأتي فروع الهندسة بأشكال متنوعة وفروع مختلفة، وتعد الهندسة الكهربائية أحد فروع الهندسة الصعبة وربما الأصعب، إذ تكمن صعوبة هذه الهندسة في أن مصلب عملياتها غير مرئي، مثل المجالات المغناطيسية والتيارات والإشارات اللاسلكية، مما يجعل هذه الهندسة مبنية على التفكير المعمق بالتطبيق النظري بما يجب القيام به بدلًا من رؤية الإجراءات أمامك على أرض الواقع، ومن ثم إجراء التغييرات أو بنائها، بالإضافة إلى ضرورة وجود عامل الأمان في سير عمليات الهندسة الكهربائية كعامل أولي لها.[٢]


إضافةً إلى ذلك، تعتبر الهندسة الكيميائية من أحد شهادات الهندسة الصعبة للغاية، وهذا لكونها جامعة ما بين أصعب العلوم، وهي الكيمياء والرياضيات، مما يجعلها غزيرة في المفاهيم والمصطلحات الواجب معرفتها وفهمها واستيعابها، حيث أن أغلب هذه المفاهيم العلمية تكون من الصعب اختبارها لأنها ذات تأثير صغير جدًا لا يمكن الشعور به، وتشمل أيضًا هذه الهندسة بالتحديد موضوعات الميكانيكا الإنشائية والدوائر الكهربائية والكهرومغناطيسية وميكانيكا الموائع وغيرها من المواضيع الهندسية العامة والهندسية الكيميائية، ومن جهة أخرى، فإن دراسة هذه الهندسة ممتعة للغاية لمن هو شغوف بها، حيث أنها تساهم في قضايا عالمية، كإيجاد حلول للأمطار الحمضية أو تحسين إنتاج الغذاء في العالم للتغلب على مشكلة الجوع، أو تحسين إنتاج الأدوية.[٣][٢]


4- الصيدلة "Pharmacy"

بالرغم من اشتمال تخصص الطب والصيدلة في نفس التصنيف الطبي، إلا أنهما مختلفان للغاية، إذ يعد تخصص الصيدلة من التخصصات الطبية الأقل شهرة، إلا أنها من الدرجات الأكثر صعوبة التي تتمثل عمومًا بعلم الأدوية والعلاج الدوائي، حيث أن دراسة هذا التخصص تتطلب التطرق إلى جزء من كل العلوم المختلفة وفهمها بشكل كافٍ، كالكيمياء العضوية وغير العضوية، وعلم الأحياء لفهم علم التشريح البشري، كما يتطلب التخصص دراسة جوانب علم الأيورفيدا "وهو علم متعلق بالطب التقليدي الهندي" وعلم وظائف الأعضاء، وصياغة الأدوية، والكثير.


لا يتعلق هذا التخصص فقط في كيفية تركيب الأدوية، بل يجب القيام بساعات عديدة من التجارب السريرية، وذلك لاكتساب الكفاءة والقدرة على تركيب الأدوية ومعرفة كيف تتفاعل مع الجسم البشري، لذا فإن دراسة الصيدلة سوف تتطلب وقتًا كثيرًا في المختبرات.[٣][٤][٥]


5- هندسة الطيران والفضاء الخارجي "Aero and Astronautical Engineering"

يعتبر هذا النوع من الهندسة من أصعب التخصصات الجامعية في العالم، إذ يتطلب الدقة اللامتناهية والإبداع والذكاء أيضًا، بالإضافة إلى مهارة حل المشكلات بشكل فائق السرعة، حيث يتضمن هذا التخصص نوعين من الهندسة، والنوع الأول هو هندسة الطيران التي تشتمل على تطوير المركبات والطائرات لاستعمالها ضمن نطاق الأرض الجوي، بينما النوع الثاني وهو هندسة الفضاء الخارجي، فهو النوع الذي يتضمن تطوير المركبات لاستخدامها لغايات خارج نطاق الأرض الجوي.


يقوم طلاب هذا التخصص على دراسة الرياضيات المتقدمة والفيزياء تحديدًا، في الميكانيكا والديناميكا الحرارية، كما يتم التطرق إلى الديناميكية الهوائية للغاز وهياكل الطائرات ودفع الطائرات في المجال الجوي، بالإضافة إلى تصميم المركبات وفق نظام الفضاء.[٤][٣]


6- الهندسة الطبية الحيوية "Biomedical Engineering"

تتضمن هذه الهندسة استخدام مبادئ وقوانين تتواجد في تخصصي الطب والكيمياء معًا، حيث أنها تشارك الكثير من المحتوى مع تخصص الطب، وذلك في هدف إنشاء منتجات وأدوية عالية الجودة لأغراض العلاج والرعاية الطبية، كما يشتمل هذا التخصص الجامعي دراسة الرياضيات والفيزياء والديناميكا الحرارية والإحصاء وعلوم أخرى، ويتضمن فهم وظائف الأعضاء البشرة وعلم الأمراض والأحياء الدقيقة وأمراض الدم وغيرها.[٢][٣]


7- الفيزياء "Physics"

يشكل تخصص الفيزياء تحديًا لكل من يختاره ويفضله، إذ أنه يتميز بمتعة ما تتوصل إليه دراساته من نتائج، من محاولة فك لغز الثقوب السوداء إلى معرفة موجات الطيف الكهرومغناطيسي، كما أنها تتطلب مهارة وقدرة على التعمق في المسائل الرياضية والصيغ المعقدة الحسابية في كل مجالات الفيزياء، كما أنه لا يكفي حفظ ومعرفة هذه الصيغ، بل يجب على الطالب أن يفهم ويدرك الأسباب والكيفية التي أدت إلى هذه الحلول أو النتائج، كما أنه يجب معرفة أن الإجابة الصحيحة سوف تتطلب جهدًا ووقتًا طويلين، كما أن دراسة الفيزياء تعتمد على مهارات الفرد في الرياضيات، إذ أن هنالك العديد من المسائل الفيزيائية التي تعتمد في استنتاجها على حل المسائل الرياضية.[٢][٦]


8- علم الأحياء الجزيئي "Molecular Cell Biology"

يعد علم الأحياء الجزيئي من أصعب فروع علم الأحياء الذي بدوره يتميز بصعوبته الكبيرة أيضًا، حيث أن علم الأحياء الجزيئي يشتمل على معرفة قاموس جديد من المصطلحات والمفاهيم الجديدة التي تشكل لغة بحد ذاتها تمثل حياة الجزيئيات، كما تحتاج دراسة هذا العلم إلى فهم مجرى العمليات التقنية بشكل معمق، مثل عمليات ترابط البروتينات والأحماض النووية، والآليات الجزيئية لعلم المناعة والهندسة الوراثية والسرطان، كما أن هذا العلم يعد متعمقًا أيضًا في مجال الطب الحيوي والتكنولوجيا الحيوية، وفي طبيعة الحال يتداخل هذا العلم مع علم الأحياء الدقيقة، وعلم الأحياء الحيواني والنباتي، وعلم الوراثة، مما يستدعي استخدام الرياضيات بالمعادلات المعقدة.[٢][٣]


9- المحاماة "Law"

يعتبر هذا التخصص من أحد التخصصات الصعبة والممتعة أيضًا، حيث تكمن صعوبته في حاجة الطالب إلى قضاء وقت طويل للغاية في القراءة، إذ يوجد هنالك الكثير من كتب القانون المنوعة والمهمة، لذا يكمن جوهر النجاح في هذا التخصص في القراءة المكثفة والفهم المفصّل لجميع أنواع القضايا في البلدان المجاورة والأحكام المتنوعة المطبقة عليها من قبل السلطات التشريعية، وكيفية وضع البنود والقوانين التي تساهم في التوصل إلى هذه الأحكام، كما أنه لا يوجد ملخصات لكل هذه المعلومات القانونية، حيث يجب إدراكها بتفاصيلها ومداخلها المختلفة، ولا يمكن إنكار أهمية الذاكرة في استيعاب جميع هذه المعلومات، ولكن لا تكمن الأهمية الحقيقية في حفظ مجريات القانون التشريعي بشكل صارم، بل تكمن في فهم كيفية إنشاء هذا النظام القانوني، وفهم سبب وجوده من الأساس، كما أنه من الضروري معرفة آراء الأكاديميين بهذه الأمور كافة، وذلك لاكتساب خبراتهم القانونية.


تعتبر مزاولة مهنة المحاماة من الأمور التنافسية في الواقع، ولذلك تجدر الإشارة إلى أهمية التدريب العملي مع أي مكتب محاماة، وذلك لشق طريق الاحترافية من خلال الحصول على الخبرة الكافية التي تؤهل الفرد إلى خوض المهنة بشكل رسمي، كما أن التدريب العملي يمكّن الفرد من إدراكه الأخلاق الإنسانية، وفهم كيفية الصبر والعمل على مبدأ القوة الانفرادية، كما أنه يعزز مهارات الاستيعاب والإدراك الضرورية لديه، كما يمكن من خلال شهادة القانون أو المحاماة العمل تحت مسميات وظيفية متنوعة، مثل المحامي العادي في المحاكم العليا، أو كاتب العدل المختص في أداء المهمات القانونية المنوعة، كتوثيق العقود والإقرارات وغيرها.[٤][٥][٢]


10- علم النفس "Psychology"

يعتبر هذا التخصص الجامعي من العلوم الإنسانية الذي يتقاطع مع العلوم الطبية، وذلك لتعمقه في العقل والسلوك البشري من نواحي عديدة، كالنواحي الفردية والنواحي الاجتماعية والنفسية وغيرها، كما تكمن صعوبته في اشتماله على ضرورة ممارسة القراءة بكثرة، حيث أن هذا التخصص يوضح مسالك النفس البشرية ويفسر طبيعتها بطرق مختلفة، مما يحتاج إلى مصادر وكتب تدعم الحجج التي يتم تقديمها في تفسير هذه الطبيعة، كما تتطلب دراسة علم النفس إلى المراقبة المتواصلة واستقصاء واستكشاف المشاكل والاهتمام الشديد بأدق التفاصيل، يقوم علماء النفس بدراسة شريحة مختلفة من الناس، التي تعود إلى بيئات مختلفة تمامًا، كالمجرمين، والأطفال، والطلاب، والموظفين، والأشخاص الذين يواجهون صعوبات واضطرابات نفسية معينة.


كما أن علم النفس يشمل أنواعًا مختلفة، مثل علم النفس لغايات الإرشاد، وعلم النفس الرياضي، وعلم النفس الصناعي، وعلم النفس الشرعي، وعلم الجريمة، وعلم النفس العصبي، وعلم النفس اللغوي، وعلم النفس السريري.[٧][٨]

المراجع

  1. "The 13 Hardest College Majors to Challenge Yourself", prepscholar.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "15 Hardest Degree Subjects (2021)", oxford-royale.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Top 10 Hardest Undergraduate Degrees To Study in the World", afterschoolafrica.
  4. ^ أ ب ت ث ج "13 Most Hardest Courses to Study in the World.", schooldrillers.
  5. ^ أ ب ت "Toughest Courses in the World", leverageedu.
  6. "10 Hardest College Majors [2021 Guide With Salaries"], mydegreeguide.
  7. "13 Most Hardest Courses to Study in the World.", schooldrillers.
  8. "Toughest Courses in the World", leverageedu.